الرئيس السورى بشار الأسد الرئيس السورى بشار الأسد
الإثنين، 13 يونيو 2011م
فهيم المعقري
سيطرت قوات سورية تدعمها طائرات هليكوبتر ودبابات على بلدة جسر الشغور الواقعة فى شمال غرب سوريا مع مواصلة الرئيس بشار الأسد قمعه للمعارضين الذين يتحدون حكمه المستمر منذ 11 عاما.
وعبر آلاف من سكان البلدة البالغ عددهم 50 ألف نسمة والواقعة على مفترق طرق حيوى إلى تركيا التى تبعد نحو 20 كيلومترا قبل هجوم أمس الأحد، تاركين معظم البلدة مهجورة.
وقال رجل عرف نفسه بأنه منشق عن الجيش السورى نشرت تصريحاته على الإنترنت وترجمتها شبكة سكاى نيوز التليفزيونية البريطانية إن القوات المناهضة للحكومة نصبت فخاخا لتعطيل تقدم القوات السورية لإتاحة فرصة أمام الناس للهرب. وقال الرجل الذى أوضح أنه المقدم حسين حرموش لقناة اوجاريت نيوز الإخبارية للشرائط المصورة على الإنترنت "انتظرنا لإخراج نحو عشرة فى المائة من السكان. والتسعين فى المائة الباقية تمكنت بالفعل من المغادرة. "فى هذه اللحظة جسر الشغور خالية تماما من المدنيين. إننا الأشخاص الوحيدون الباقون هنا."
وقالت حركة النشطاء السورية الرئيسية التى تنظم الاحتجاجات إن قمع النشطاء المطالبين بالحريات الديمقراطية وبإنهاء للقمع أدى إلى مقتل 1300 مدنيا منذ فبراير شباط. وكانت منظمات حقوقية قالت سابقا ان عدد القتلى يبلغ نحو 1100 شخص.
وعبر أكثر من خمسة آلاف لاجئ سورى الحدود إلى تركيا، وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر يتخذ الإجراءات اللازمة لإقامة مخيم رابع يسع لنحو 2500 شخص آخر.
وقال شهود إن نحو عشرة آلاف يقيمون فى خيام قرب الحدود وقال سكان إن معظم سكان جسر الشغور فروا من البلدة. وقالت الحكومة الأسبوع الماضى إن "عصابات مسلحة" قتلت أكثر من 120 من أفراد الأمن فى البلدة بعد مظاهرات ضخمة هناك.
وأوضح لاجئون وجماعات حقوقية أن القتلى مدنيون قتلتهم قوات الأمن أو جنود أطلقت النار عليهم لرفضهم إطلاق النار على المدنيين. ومن المحتمل أيضا أن الجنود قتلوا على يد جنود متمردين. ومنعت سوريا معظم وسائل الأعلام الأجنبية من العمل فى البلاد، مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الأحداث. وتقول الحكومة إن الاحتجاجات جزء من مؤامرة تدعمها قوى أجنبية لزرع الفتنة الطائفية.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وحدات الجيش "تسيطر على مدينة جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الإرهابية المسلحة بالجبال المحيطة بها".
وأضافت أن جنديا واثنين من المسلحين قتلوا فى اشتباكات حول البلدة وان وحدات الجيش أبطلت مفعول متفجرات زرعت على الجسور والطرقات. وأبلغ المعارض السورى البارز وليد البنى رويترز بالتليفون من دمشق أن الهجوم العسكرى نصر باهظ الثمن.
وأضاف أنه يشعر بخزى كسورى لتباهى السلطات باحتلال قراهم وبلداتهم والقمع الذى يجعل الناس فقراء ويدفع الجنود المعتزين بكرامتهم للجوء إلى تركيا. وقال إن الشعب السورى خرج إلى الشارع مطالبا بحريته ولن يغادر إلا بعد الحصول عليها. وأضاف أن الناس رأوا كيف أن فى درعا عندما غادر الجيش المدينة لساعات عاد الآلاف إلى الشوارع.
وكان البنى يشير إلى مدينة درعا الواقعة فى جنوب سوريا حيث تفجر احتجاج يطالب بتنحى الأسد مرة أخرى يوم الجمعة. ودرعا مهد الانتفاضة كانت أيضا أول مدينة تهاجم فى عملية تعزيز عسكرى لسحق الاحتجاجات.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن القوات اكتشفت مقبرة جماعية تضم جثث عشرة من قوى الأمن قتلتهم جماعات مسلحة ودفنتهم فى جسر الشغور.
وقال دبلوماسى غربى كبير فى دمشق لرويترز إن "الرواية الرسمية غير محتملة فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الأرض المحروقة التى ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات فى الوادى"، وأضاف "أن توافد اللاجئين على تركيا يتواصل والأعداد أعلى من التى تحصى رسميا حتى الآن".
وقال سكان إن وحدة الجيش التى تهاجم جسر الشغور يقودها ماهر الأسد شقيق بشار وأنها تمارس نفس الأساليب التى انتهجتها فى مراكز أخرى لسحق المحتجين.
واتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بخلق "أزمة إنسانية" وطالبتها بوقف هجومها والسماح بدخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر فورا لمساعدة اللاجئين والمعتقلين والجرحى.
- حسب مصدر عمان (رويترز)